إنهم يسرقون الكتب | الحبيب الأسود

يدافع الكثير من الكتاب والأدباء عن هواية يتبناها بعضهم ، وهي سرقة الكتب، سواء من المكتبات أو من الصالونات، أو حتى من منازل الأصدقاء والأحباب. وقد تساءل الكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور في أحد مقالاته عن “سرقة الكتب هل هي حرام؟!” واستشهد في ذلك بقصة المستشرق الألماني باول كراوس الذي كان “يرى أن سرقة الكتب ليست حراما. ولذلك اكتشفنا بعد انتحاره (في أكتوبر 1944) أن لديه كتبا استعارها من مكتبة الجامعة ومن مكتبات أخرى ولم يردها. لقد تعمد ذلك. ونصحنا أن نفعل مثله لأننا لم نبع هذه الكتب وإنما احتجنا إلى قراءتها. وقد نردها بعد ذلك”.

ومن الأحداث الطريفة في هذا السياق، ما حصل في العام 2019 لسفير المكسيك في الأرجنتين ريكاردو فاليرو، عندما ضبطته إحدى كاميرات المراقبة داخل إحدى المكتبات وهو يسرق كتابا لا تتجاوز قيمته عشرة دولارات، وهو عبارة عن السيرة الذاتية لغياكومو كازانوفا، الكاتب الإيطالي والجندي والجاسوس الذي سطع نجمه في القرن الثامن، والذي عرف بمغامراته النسائية. قيمته عشرة دولارات، وهو عبارة عن السيرة الذاتية لغياكومو كازانوفا، الكاتب الإيطالي والجندي والجاسوس الذي سطع نجمه في القرن الثامن، والذي عُرف بمغامراته النسائية.

وبعد تسرب الفيديو، استدعت الخارجية المكسيكية سفيرها، وقد اضطر للاستقالة من منصبه، مبررا قراره بتردي حالته الصحية لاسيما انه كان في السابعة والسبعين من عمره .

والحقيقة أن فاليرو دفع ثمنا غاليا عندما تحولت قصته مع الكتاب إلى أحد أهم العناوين على أركان المنوعات بوسائل الاعلام في مخالف القارات، وهو المعروف بعلاقته الوطيدة بالكتب والمكتبات حيث عمل باحثا في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، وأمضى جلّ حياته العملية في دراسة العلوم السياسية ودور بلاده في العلاقات الدولية.

وكانت لجنة الفتوى في الأزهر، أعلنت رأيها القاطع في المسألة، وأكدت أن سرقة الكتب أو اقتناء الكتب المزورة حرام شرعا، ولا يجوز سرقة الإنتاج الإعلامي أو الكتابي، كما لا يجوز نسب عمل شخص لشخص آخر.

وكان يمكن المرور على هذا الموضوع دون ذكر صاحب كتاب “يوميات لص” جان جينيه وهو شاعر وروائي وكاتب مسرحي فرنسي شهير، ولد في 19 ديسمبر 1910 في باريس، وتوفي بها في 15 أبريل 1986، الذي

كان يفخر بأنه “أشهر لص في تاريخ الأدب العالمي”، ويعتبر “أنّ السرقة انتصار للإنسان، وليست سرقة من أجل السرقة، فالأديب عندما يسرق كتابا فإنه ينتصر للكتاب، ولا ينتصر لنفسه، وهذه قيمة ثقافية مهمة”.

أما الرائد والقائد والزعيم في هذا المجال، فهو دون شك، ستيفن كاري بلومبرغ الذي يضرب به المثل في هوس الكتب، واشتهر أيضا بكونه أنجح سارق كتب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أعتقل في 1990 لسرقته أكثر من 23.600 كتاب من 268 جامعة ومتحفا أو أكثر في 45 ولاية ومقاطعتين كنديتين وواشنطن العاصمة وتم تحديد قيمتها بحوالي 20 مليون دولار أمريكي، ولكن تم تغييرها لاحقا إلى 5.3 مليون دولار، وحكم عليه بالسجن لمدة 71 شهرا وغرامة قدرها 200 ألف دولار، وتم الافراج عنه في 29 ديسمبر 1995.

ظهرت في الأصل على alarab.co.uk

Leave a Comment